يخفق على السارية المرتجلة وعمود الكهرباء،
يخفق محمولا في الهتاف المرفوع على الكفّ،
يخفق في الإطار المشتعل تحت السماء وخطّ الغاز الأبيض المسيل،
يخفق في الصدر.
يخفق في الدخان الخانق.
في العلامات الزرقاء التي يخلّفها المطّاط.
يخفق في الذاكرة،
يخفق في معفار الرملة،
في الصوت المزدوج لكل رصاصة حيّ تعلن أن الاشتباك حقق أهدافه بإشعال جنون الجنود.
يخفق حين تدق الباب أيدي صغيرة تحت المطر لتوزّع الملصق المبلول،
يخفق حين تركل الباب بساطير سوداء لتلمّ الأولاد الذين يوزّعون الملصق المبلول.
يخفق حينما تمر الدورية في شارع المدارس،
في الحجر الأول،
في العلم الأول،
في الجنازة الأولى،
في المظاهرة الأخيرة،
في صوت إعلان منع التجوال،
في الكاسيت المخبّأ في البنطال.
في علبة الرّش المحمّلة بالنداء.
في جدار البيت المهدوم،
في الشعار الموشوم على جدار البيت المهدوم،
في حجارته التي صارت متراسا، في التعليم الشعبي،
في النمل الذي يسرق حبوب الفول من حصص الزراعة المنزلية.
في أحاديث التلاميذ الخافتة أثناء الدوام،
في هتاف التلاميذ المدوّي بعد الدوام.
يخفق في القرار، ويخفق في الدم المبذول ثمنا لتثبيت القرا.
يخفق في الانطلاقة، ويوم الأرض.
يخفق تحت ركام أوسلو،
يخفق رغما عن مديرية التوجيه المعنوي.
لا يتوقف عن النبض. وإن توهّموا. لا يموت تحت الركام وإن صبّوا مال نفطهم ومساعداتهم الإنمائية.
يخفق، ويظل يخفق، وسيظل يخفق:
مجد الانتفاضة الباقي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق