1.4.17

التضحية من أجل التضحية



مقدّمة:

ينقسم أبناء كوكب الأرض عموما إلى قسمين: تضحويين وأشخاص لا يعلمون شيئا عن التضحية (بل ويزاودون على هؤلاء من على صفحات الفيسبوك)


نحن في العام 2017.. ورغم مرور ألفين وسبعة عشر عاما على ولادة شخص ما من بلاد الشمينت، وانتقاله في ريعان شبابه إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية (أرض التضحيات)لكي يضحي من أجلنا جميعا، إلا أن الحبل لم ينقطع، علينا أن نفهم : هذه الأرض ولّادة. وتفيض بأبطال التضحية والفداء. من كل الصنوف.. ممّ صنع هؤلاء الرجال؟ كيف يعيشون؟
ما نعرفه عنهم أنهم يفطرون زيتا وزعتر، ويتعشّون نشرة أخبار وفيسبوك وخبزة ع لبنة أو بيضا مقليا. هذه هي الحمية المثالية ستؤدّي، عزيزي الإنسان، إلى تحوّلك لإنسان تضحويّ. كما أنهم أعضاء متحمّسون في صفحة ثقافية علمية أدبية على الفيسبوك إسمها "كلنا مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية" . هذا ما نعرفه عن هؤلاء.


مراسلتنا الخاصة، قامت بتفحّص بعض بروفيلات الأبطال المضحّين الذين وضعوا لايك على صفحة "كلنا مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية" من كافة جميع أنحاء نواحي الكرة الأرضية. إليكم بعضا من بروفايلات هؤلاء المضحّين، مع "نبزة" عن كلّ منهم:




سوبر مان






لطالما كان سوبر، طفلا مدللا. إنه الطفل الوحيد في عائلة مان. كان يمكن لسوبر أن يكبر في كوكب كريبتون كأي طفل عادي، ولكن أحداثا عاصفة قد أدت إلى انتقاله إلى كوكب الأرض، إلى ولاية ماشاستش.. مشتشت.. مستششتشا.. ماستشتشتسس. مس... ماشتوس.. اللعنة: ماساتشوسِتس .. ماساشتشوستس الأميركية. يستعين سوبر بنظره الخارق، ويعتلي سطوح البنايات في مدينة نويوي. نيوي.. نيويو. نواويوي.. اللعنة! نيويورك! نيويورك. ويسهر (فمن طلب العلا سهر الليالي) لا لكي يدرس التوجيهي. بل لكي يقضي على الأشرار في هذا العالم. إن سوبر هو تضحوي مثالي، يستعين بقوى خارقة وبمنشفة حمراء على ظهره تعينه على الطيران وعلى تهوئة منطقة الظهر وحمايتها من التعرّق.
هل هذا صحيح؟ هل العرق هو السبب؟ فلماذا إذا يرتدي بطلنا فيزونا أزرق؟ ولماذا ، بحقّ الله ، يرتدي كلسونا احمر فوق الفيزون.؟


أولا: يشوفونا بشورتات ولا يشوفونا ملثمين.
وثانيا: إنه التكتيك : تخيلوا معي أن جنود إسرائيل قد حاصروا الأخ سوبر (لنقل، في أريحا مثلا) ، وأمروه بخلع ملابسه: هههاه. سيخلع سوبر القطعة العليا من ملابسه (الكلسون الأحمر) ويبقى الفيزون. فلا يموت الراعي، ولا تفنى الغنم..
مهلا، على سيرة الغنم: أنظروا إلى بطلنا التالي:

خروف العيد:


يلبس خروف العيد بذلة العيد ويسهر طوال الليل على وقع أغاني الاطفال المحببة: بكرة العيد وبنعيد، نذبح بقرة السيّد. ورغم أنه، شخصيا، لا يتقدم نحو التضحية بحوافر ثابتة، وهو يُضحّى به، إلا أن اللجنة العامة لتكريم التضحيات والمضحّين، التابعة لوزارة الأفلام في السلطة الفلسطينية، قد قررت منح خروف العيد لقب مضحّي، لأنه يشبه الكثير من المضحّين الذين نتحدث عنهم، فهو أولا خروف! هذه واضحة، ثم أن الخرفان جميعا ترتدي زيّا موحدا هو الصوف. تمتاز الخرفان بعيونها الوادعة. وما دمنا نتحدث عن العيون، فلننتقل إلى بطل ذي عيون مميزة:




أبو رُسلي أو Bruce Lee

نحن لا نعرف الكثير عنه، لكن العيون فضّاحة كما نعرف. إن عيون أبو رسلي تَشي بكون هذا الرجل إما من دولة يابانيا، أو من الصين. فهي ضيّقة. (كما أنه يتحدث الصينية) . .. هذا الرجل حسّاس جدا (غالب الظن أنه يعاني من حساسية في منطقة الصدر لا نكاد نراه يقاتل الأشرار في العالم بصدر مغطّى لدى هذا الرجل مشكلة حقيقية مع القمصان وبلايز التي شيرت). لقد قام الأشرار بقتل والد أبو رسلي في بداية كل فيلم. ولطالما انتصر عليهم، في معارك كثيرة، مدفوعا بمعنويّة عالية أثارتها فيه منشورات ”أنصار القوى الأمنية في الضفة“. ورغم تضحويته، إلا أنّ أبو رسلي إنسان حزين، لماذا؟ لأن كفاح فنّي لا يشاهد أفلامه. وعلى سيرة كفاح فنّي:




تشي غيفارا

لا أحد يعلم لماذا يقلّد هذا الرجل كفاح فنّي! إنه يرتدي بيريه على رأسه، ولا يحلق ذقنه أبدا، ولا يلبس القمصان المكوية. لقّبه زملاؤه باسم تشي اختصارا، وكانت حبيبة المرحوم تدلّعه بإسم "تشتوش" وهو إنسان تضحوي ويحاول تقليد أبو ميرا أيضا. وكان يخرج من كوبا لأسبوع أو أكثر، ولا يراه أولاده (كما أن ميرا لم تره هي الأخرى) وعلى سيرة الغياب عن المنزل، لننظر إلى البطل الأخير:





أبو هاي البنت، من مصر





الزمان: 2011. ثورة يناير


المكان: قاهرة المعزّ


بنت "ظابط" الشرطة كما هو واضح لا تعيش حياتها (بل هي تعيش حياة الآخرين، كما يفعل المبروك أبوها) . لا أحد يعلم عن هذه الفتاة سوى أنها "مبشفهوش" وأنها كانت غائبة في حصّة علامات الترقيم في حصة الإنشاء عارفين ليه؟؟ علشان أبوها أحسن منكم كلكم وبيطلعلها. تماما كما هو حال ميرا التي هي بنت "ظابط" شرطة، ومش عايشة حياتها لأنها "مبشفهوش" وبالآخر بيجي خضر عدنان واللي زي خضر عدنان بزاودوا عليه. عارفين ليه؟ من غير ليه!! عشان إنتوا تعيشوا!









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق